-A +A
محمد بن عبدالرزاق القشعمي
إن وضع الجريدة الجديدة وضرورة تصفية حساباتها القديمة ووضع حسابات جديدة للشركة الجديدة اضطرنا ــ آسفين ــ إلى وقف جميع الاشتراكات ابتداء من عدد الغد، وفتح حساب جديد لمن يرغب الاشتراك في الجريدة على الوضع الجديد.
وإذا كنا نأسف للإجراء الاضطراري الذي لم نستطع تفاديه، فإننا نرجو من أصدقاء الجريدتين ومحبيهما ومشجعيهما أن يغضوا الطرف عن هذا الإجراء ويتفضلوا مشكورين بتقديم اشتراكات جديدة إلى الإدارة الجديدة بشارع النور بالغزة ( مكتب حراء سابقا) مع استعداد الإدارتين السابقتين لمحاسبة كل مشترك يرغب في استعادة بدل ما تبقى له من اشتراك، وشكرا للجميع. بدل الاشتراك لسنة 80 ريالا.
ومن العدد (45) الصادر بتاريخ 12 رمضان 1378هـ الموافق 21 مارس 1959م نجده قد خلا من اسم مؤسس الندوة أحمد السباعي، وأصبح صالح محمد جمال هو صاحب الامتياز ومدير الجريدة ورئيس تحريرها، وقد خفض سعر الجريدة من خمسة قروش إلى ثلاثة.
وفي الصفحة الأولى نجد إعلانا يقول: (امتياز الندوة أصبح خاصا بالأستاذ صالح جمال: صدر أمر سمو رئيس مجلس الوزراء وولي العهد بالموافقة على تنازل الأستاذ أحمد السباعي عن حصته في امتياز جريدة (الندوة) لشريكه الأستاذ صالح محمد جمال نظير مبلغ خمسة وثلاثين ألف ريال سعودي، وبذلك أصبحت الندوة ملكا خاصا للأخير ابتداء من اليوم).
والندوة جريدة وأسرة، وفي مقدمتهم رئيس التحرير، إذ يودعون الأستاذ السباعي كصاحب امتياز، فإنهم يرحبون به كعضو كبير في أسرة التحرير.
والآن وقد مضى 57 عاما من عمر (الندوة)، فهل تضيع من تاريخنا الإعلامي وننساها بعد أن كانت الجريدة البديلة (مكة) ستطل برأسها قريبا، فهل يا ترى ستحمل الرقم (1)، أم ستواصل العدد الذي توقفت به سابقتها؟ فليت ذلك يتم وليس بدعا، فقد واصلت (البلاد السعودية) الرقم العددي الذي توقفت به صحيفة (صوت الحجاز) مع بداية الحرب العالمية الثانية، ولمدة تقارب خمس سنوات (60 ــ 1365هـ) 21 يوليو 1941م ــ 4 مارس 1946م، فقد توقفت صوت الحجاز بالعدد (592) واستأنفت الصدور باسم (البلاد السعودية) برقم (593)، فرغم مرور خمس سنوات، ورغم تغير الاسم، إلا أنه محافظة لتاريخنا الإعلامي والثقافي فقد استمر الترقيم.
حتى آخر عدد صدر من البلاد السعودية يحمل الرقم 2961 ليوم الأحد 15 رجب 1378هـ الموافق 25 يناير 1959م اندمجت بعدها مع جريدة ( عرفات ) والتي صدر عددها الأول في 2/6/1377هـ الموافق 23/12/1957م، ويرأس تحريرها حسن عبدالحي قزاز .
وكان صدورها الجديد باسم ( البلاد ) بعد الدمج تحمل الرقم (1) بتاريخ 16/7/1378هـ الموافق 26/1/1959م، وللأسف الشديد فقد اختفى الكثير من تاريخنا، إذ كان من المفترض أن يستمر الترقيم مسلسلا، ولكن كما قال إخواننا في مصر (الحلو ما يكملشي) .
وهذا يقودنا ــ للأسف الشديد ــ إلى ما حصل عليه من مجلة ثم جريدة ثم جريدة ثم مجلة أخيراً وهي (اليمامة) والتي مضى على صدورها حتى الآن 62 عاماً وقد تغيرت أرقام أعدادها لأكثر من أربع مرات حسب التالي :
صدرت المجلة لأول مرة بالرقم (1) بشهر ذي الحجة 1372هـ الموافق شهر أغسطس 1953م بـ 42 صفحة، وبعد انتقال طباعتها في القاهرة فمكة المكرمة فجدة فبيروت، عادت لتطبع بالرياض بعد تأسيس مطابع بها اعتبارا من شهر رمضان 1374هـ، ومن بداية شهر صفر عام 1375هـ الموافق 18 سبتمبر 1955م تحولت من مجلة شهرية إلى جريدة أسبوعية وبدأت بالرقم (1) من أربع صفحات .
وانتهت فترة صحافة الأفراد بمنتصف عام 1383هـ بداية عام 1964م، وابتدأت بعهد جديد هو (المؤسسات الصحفية) فصدر العدد الأول منها يوم الجمعة 7 ذي القعدة سنة 1383هـ الموافق 20 مارس 1964م برئاسة الشيخ حمد الجاسر من 12 صفحة .
وبتاريخ 30 ذي الحجة 1387هـ الموافق 29 مارس 1968م تحولت إلى مجلة وبدأت بالرقم (1) من 24 صفحة . هذا مجرد مثال على ما نرتكبه من أخطاء تاريخية تربك الباحث والدارس، فمتى ــ يا ترى ــ نحافظ على تاريخنا الثقافي ونقدره ونضعه في سياقه الصحيح؟!

Abo-yarob.kashami@hotmail.com